الاستعمالات الطبية لنبات الكافور

الاستعمالات الطبية لنبات الكافور

أعداد الدكتور قتيبة العزي, خبير في الطب الصيني والعربي القديم ومدرب دولي

مقدمة عن نبات الكافور

وتسمى بالانكليزية (Cinnamomum Camphora) هي نوع من أنواع الأشجار دائمة الخضرة المعروفة باسم شجرة الكافور أو خشب الكافور أو غار الكافور.
الصين هي موطن شجرة الكافور جنوب نهر اليانغتسي, وتايوان وجنوب اليابان, وكوريا, وفيتنام ، وقد تم إدخالها إلى العديد من البلدان الأخرى. يصل طول الشجرة إلى 20-30 مترًا (66-98 قدمًا). في اليابان حيث تسمى هذة الشجرة بـ Kusunoki فأن خمس أنواع منها تكون معروفة بمحيط جذع أعلى من 20 م (66 قدماً), وهناك نوع من هذه الأشجار يدعى (Kamo no Ōkusu) التي يصل ارتفاعها الى 24.22 م [ 1].

تتميز الأوراق بمظهر شمعي لامع رائحة الكافور عند سحقها. في الربيع ، تنتج أوراق الشجر الخضراء الزاهية مع كتل من الزهور البيضاء الصغيرة. وتنتج مجموعات من الفاكهة السوداء تشبه التوت بقطر 1 سم (0.39 بوصة). لحائها الشاحب خشن للغاية ومشقّق رأسيًا.

تأريخ استخدام الكافور

يزرع الكافورا لإنتاج الكافور والأخشاب. كان إنتاج وشحن الكافور، في شكل صلب وشمعي ، يمثل صناعة رئيسية في تايوان قبل وأثناء الحقبة الاستعمارية اليابانية (1895–1945). تم استخدامه طبيًا وكان أيضًا مكونًا مهمًا في إنتاج البارود عديم الدخان والسليلويد. تم إنشاء اللقطات البدائية في المناطق الجبلية التي توجد فيها الشجرة عادة.  حيث يتم انتاجه من خلال التقطير بالبخار وتنقيته بالتسامي (يجب أن لايقل عمر الأشجار المستخدمة عن 50 عاماً),  تم تقطيع الخشب, تم تبخير هذه الرقائق في معوجة (فرن للتقطير)، مما يسمح للكافور بالتبلور داخل صندوق التبلور بعد مرور البخار عبر غرفة التبريد. ثم تم شطبها وتعبئتها للمصانع التي تديرها الحكومة للمعالجة والبيع. كان الكافور واحدًا من أكثر الاحتكارات الحكومية ربحًا في ظل اليابان[1]  [ 2]   . 

Cinnamomum camphora20050314.jpg
شكل رقم 1: شجرة كافور قديمة (يقدر عمرها بأكثر من 1000 عام) في اليابان.

اﻟﻜﺎﻓﻮر ﻓﻲ اﻟﻄﺐ اﻟﻘﺪﻳﻢ  ﻟﻪ أﻧﻮاع وﻗﺼﺺ ﻓﻘﺪ ﻗﺎل اﺳﺤﻖ ﺑﻦ ﻋﻤﺮان ” اﻟﻜﺎﻓﻮر ﻳﺠﻠﺐ ﻣﻦ ﺳﻔﺎﻟﺔ اﻟﻬﻨﺪ وﻣﻦ ﺑﻼده ﻛﻼوه واﻟﺰاﻣﺞ وﻫﺮﻳﺞ واﻋﻈﻤﻪ ﻣﻦ ﻫﺮﻳﺞ وﻫﻲ اﻟﺼﻴﻦ اﻟﺼﻐﺮى ، وﻫﻮ ﺻﻤﻎ شجرة,  ﻟﻮﻧﻪ أﺣﻤﺮ ﻣﻠﻤﻊ، وﺧﺸﺒﻪ أﺑﻴﺾ رﺧﻮ، ﻳﻀﺮب إﻟﻰ اﻟﺴﻮاد, واينما يوجد في أجواف قلب الخشب في خروق فيها ممتدة مع طولها , فأولها الرباحي, وهو المخلوق, ولونه ملمع, ثم يصعد هناك فيكون منه الكافور الأبيض, والذي سمي رباحياً لأن أول من وقع عينه عليه ملك يقال له رباح, واسم الموضع الذي يوجد فيه قنصورا فسمي القنصوري, وهو من أجوده وأرقه وابقاه واشده بياضاً.

كافور القرنون وهو غليظ, كمد اللون ليس له صفاء الرباحي, وبعده كافور يقال له الكوكثيبت, وهو أسمر, وثمنه دون ثمن الرباحي, وبعده اليالوس, وهو مختلط, فيه شظايا من خشب الكافور. وتصفى هذه الأنواع من الكافور كلها بالتصعيد يخرج منها كافور أبيض, ذو صفائح تشبه صفائح الزجاج”[3].

وقال عنه إبن سينا ” الكافور يمنع الأورام الحارة ويسرع في شيب الرأس ويمنع من الرعاف مع الخل أو مع عصير البسر أو مع ماء الآس أو ماء الباذروج, وينفع الصداع الحار في الحميات الحادة, ويسهر ويقوي الحواس من المحرورين وينفع من القلاع شديداً, ويعقل الخلفة الصفراوية يقطع في الباه, ويولد حصاة الكلية والمثانة “.

أما ابن البيطار فقال: “نافع للمحرورين وأصحاب الصداع الصفراوي اذا استنشقوا رائحته مفرداً أو مع ماء الورد والصندل معجوناً بماء الورد نفع أعضاءهم وحواسهم, إذا استعط منه بوزن شعيرتين مع ماء الخس كل يوم قطع حرارة الدماغ ونَوَم وذَهَبَ بالصداع وقطع الرعاف وحبس الدم المفرط. إذا خلط بدهن الورد والخل وطلي به مقدم الرأس نفع من الصداع الحار ولا سيما للنفساء”.

أما الانطاكي فقال: ” يقطع الدم حيث كان وكيف استعمل, حابس للاسهال والعرق قاطع للعطش والحميات مزيل للقروح والدم والالتهاب والحرقة وذات الجنب, مزيل لقروح الرئة والسل والتهاب الكبد وحرقة البول وكل مرض حار شرباً وطلاءً . ينفع الرمد كحلاً وقطوراً وتآكل الأسنان والقلاع ذروراً والصداع طلاءً, مضر بالباه وقاطع للنسل ومسرع للشيب,  قاطع للسموم وإنعاش الأورام, نافع للمفاصل والعظام”  [ 3] [4].

شكل رقم 2:  فاكهة النبات.

التركيب الكيميائي للكافور

الكافور عبارة عن مادة صلبة توجد ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ ﺻﻔﺎﺋﺢ ﺑﯾﺿﺎء ﺑﻠورﯾﺔ أو ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺔ ﻛﺗل ﻣرﺑﻌﺔ اﻟﺷﻛل ﻣﺗﻼﺻﻘﺔ ﺑﯾﺿﺎء وﺳﮭل اﻟﺗﺑﺧر أو اﻟﺗطﺎﯾر ﺣﺗﻰ ﻋﻧد درﺟﺔ ﺣرارة اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ. يذوب في الماء بصعوبة بنسبة ما بين 1 جرام في 700 ملي ماء ويذوب في الكحول بنسبة 1 في 1 ملي من الكحول , وفي الكلوروفورم بنسبة 1 في025 ملي كلوروفورم , وفي الايثر بنسبة 1 في 1 ملي.
ينصهر الكافور عند درجة حرارة ما بين 174-181 درجة مئوية , وزنه الجزئي 1522, وصيغته الكيميائية C10H16O .
وللكافور عدة مرادفات من الأسماء مثل الكانفور (ALCANFOR ) و كامفانون 2 ( CAMPHANONE2 ) وكانفورا ( CANPHORA ) وزهرة الكافور (Flowers of Camphor ).

(شكل 3: الكافور (المركب الكيميائي

الكافور واستعماله في الطب الحديث

تعتمد استخدامات الكافور في الطب الحديث فيما إذا كان زيت الكافور الذي يحتوي على مركب الكافور هو المستخدم أم أن المركب النقي هو المستخدم حيث إن زيت نبات الكافور يحتوي على مركبات عديدة من أهمها الكافور (Camphor) والسافرول (Safrol) واليوجينول (Eugenol) والتربينول (Terpeniol) والسينيول (Cineole) واللجنانز ( Lignans).

قد صرحت السلطات الألمانية الصحية بإستخدامه لعلاج الأمراض التالية:
الحكة والتهاب الشعب الهوائية والربو حيث يؤخذ بجرعات لا تزيد ما بين 06 , 13 جرام ثلاث مرات في اليوم تؤخذ كما هي أو في مزيج مصنع يتواجد في الاسواق.
ويمكن وضع الكافور الصلب النقي في وعاء به ماء يغلي ثم يزاح من على النار ويشم البخار المتصاعد بمعدل ثلاث مرات في اليوم وتكون مدة شم البخار المشبع بالكافور حوالي 10 دقائق.
كما يمكن دهان الصدر بمرهم يحتوي على الكافور.
يستخدم الكافور ضد عدم توازن الجملة العصبية للقلب ويستخدم بنفس الطريقة السابقة. كما يستخدم في عدم انتظام وتناسق دقات القلب.
يستخدم الكافور على هيئة مرهم أو مستحلب للتخفيف من آلام الروماتيزم وذلك عن طريق دهن الجزء المصاب ثلاث مرات يومياً.
يستخدم ايضا ضد هبوط ضغط أما عن طريق الفم أو الاستنشاق.

الجرعات اليومية الآمنة هي ما بين 2-4 جرامات موزعة على ثلاث جرعات في اليوم الواحد. أما فيما يخص الاستعمالات الخارجية فإن الجرعة اليومية يمكن أن تكون ما بين 5-19 جرامات حيث تكون أما في مرهم أو كريم أو هلام.
أما عن الجرعات غير الآمنة أو الخطيرة فيجب أن لا تصل الجرعة الى 6 جرامات حيث أن الجرعة قاتلة وذلك بالنسبة للأستعمال الداخلي و 1 جرام قاتلة للطفل تحت سن الثانية.

أما الاستعمال الخارجي فيجب أن لا تزيد كمية الكافور على 20 جراماً حيث إنها تعتبر جرعة مميتة.
ويجب عدم استخدام زيت الكافور قطعياً داخلياً نظراً لاحتوائه على مادة السافرول التي تسبب التسرطن. كما يجب عدم استخدام المرأة الحامل وكذلك الطفل الذي يقل عمره عن سنتين بأي حال من الأحوال.

كما أن الكافور مطهر جيد فهو يضاف إلى مستحضرات التجميل من أجل تطهير الجلد. كما يستخدم روحه كمطهر إذا عمل بمزيج مكون من 10 أجزاء من الكافور مع سبعين جزءاً من الكحول وعشرين جزءاً من الماء.[5] .

أقرأ ايضا: الحرمل: ميزاته و5 فوائد لا غنى عنها

المصادر

1-https://en.wikipedia.org/wiki/Cinnamomum_camphora
2-Paolo Zuccarini, and Giulio Soldani “Camphor: benefits and risks of a widely used natural product”, Article in Acta Biologica Szegediensis, Volume 53(20):77-82, Italy, Januart, 2009.
3-https://www.manhal.net.
4- https://mawdoo3.com/ماهوالكافور
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/كافور_(مركب-كيميائي)


اترك تعليقاً